سماحة السيد جعفر الحكيم يحيي ليلة التاسع من محرم الحرام بمحاضرة دينية في رحاب الصحن الكاظمي الشريف


إن المجالس الحسينية من أبرز مصاديق التمسك بالثقلين: القرآن الكريم والعترة الطاهرة، وکأنها الاجتماع الوحيد الذي يُؤدى فيه حقّ النبي الأكرم وأهل البيت الأطهار "عليهم السلام"، وكذلك هي إحدى أهم أركان الإصلاح في المجتمع سواء على مستوى الأفراد أو الأسرة، إذ يواصل المجلس العزائي السنوي منهاجه الذي يقام بالتعاون بين العتبة الكاظمية المقدسة وممثلية المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة، حيث شهدت الليلة التاسعة من شهر محرم الحرام مشاركة أحد فضلاء الحوزة العلمية الشريفة وأساتذتها سماحة السيد جعفر الحكيم "دامت توفيقاته"، وأتحف الحضور بمحاضرة دينية مستشهداً بقول رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلم": (مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر.. قيل: يا رسول اللّه، وما الجهاد الأكبر؟.. قال: جهاد النفس .. ثم قال: أفضل الجهاد، من جاهد نفسه التي بين جنبيه)، وأوضح خلالها دور الإنسان في عناصر الحياة والتي حددها بـ " العلم، والسلوك، وعالم الطبيعة، والنفس"، وهذه العناصر تخضع إلى منهجية محددة، دونها تتحول إلى ظاهرة ضارة غير نافعة.
وأكد سماحته أن النفس هي المرجعية الأساسية ومركز الاستقطاب والعامل المؤثر على بقية العناصر، بل وتفرض نفسها على العلم والسلوك وعالم الطبيعة، وتوجّه الجهاز الإدراكي لدى الإنسان للتخطيط نحو الخير أو الشر، وعليه ضرورة تحقيق التقدّم النسبي في الكمالات الإنسانية من خلال تهذيب النفس، والحذر من الوقوع في الجهل والهوى ومستنقع الرذيلة والشرك والخطيئة، مستشهداً بقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الُمحسِنِينَ ).
بعدها تطرق سماحته إلى بعض المواقف الصلبة لأصحاب سيد الشهداء "عليهم السلام" وقراءات في فصول عاشوراء والمواقف البطولية للمولى علي الأكبر "عليه السلام"، واختتم المجلس بقراءة القصائد والمراثي بمشاركة فضيلة الشيخ سعيد آل كثير، بعدها توجه السادة الحضور في المجلس المبارك من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" بالدعاء والتوسل إلى الباري عزّ وجل أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة ويدفع عنها سوء البلاء أنه سميع مجيب.
تجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تؤكد حرصها الشديد من خلال اتخاذ إجراءات الوقائية الصحية وتأمين كلّ مستلزمات اللازمة للحفاظ على سلامة الزائرين الكرام من خلال قيام فرق السلامة العامة في العتبة المقدسة بتعفير جميع أرجاء الصحن الكاظمي الشريف انسجاماً مع توصيات المرجعية الدينية العُليا بالالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية أثناء إقامة المجالس الحسينية.