مجلس العزاء السنوي المركزي العاشورائي يستضيف سماحة السيد محمد صادق الخرسان


إن إقامة المجالس الحسينية هي إحياء للإسلام وترسيخ لدعائمه، وامتداد لمنهج مدرسة أهل البيت "عليهم السلام"، الزاخرة بالمعارف الكثيرة على الصعيدين الدنيوي والأُخروي، إذ شهدت رحاب الصحن الشريف، إقامة المجلس العزائي السنوي المركزي بالتعاون بين العتبة الكاظمية المقدسة وممثلية المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة حيث استضيف في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام أستاذ الحوزة العلمية سماحة السيد محمد صادق الخرسان، وكان عنوان محاضرته: ( شذرات من مواقف السفير الثائر مسلم بن عقيل "عليه السلام" )، استعرض خلالها شخصية سيدٍ من سادات الهاشميين صاحب النسب الشريف والحسب الرفيع، ابن عم الإمام الحسين وسفيره إلى أهل الكوفة مسلم بن عقيل "عليه السلام"، الذي يعدّ غراس كربلاء التضحية، وثمار حسين المكارم الذي أراد للإنسان أن يحيى كريماً بعيداً عن الشعارات. كما أشار سماحته إلى المواقف المشرفة لمسلم بن عقيل وورعه في الالتزام بتعاليم الإسلام العظيم، والقيم والمبادئ التي تربى عليها في حِجر أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام"، ومدى طاعته وإخلاصه في الاقتداء والسير على نهج إمام زمانه الإمام الحسين "صلوات الله وسلامه عليه"، حيث إن هذه الشخصية تركت أثراً بالغاً في الأمة، حين عهدت إليها المهمة الرسالية العظيمة كرسول وسفير لرسالة الإمام الحسين "عليه السلام"، وأخذ البيعة من الناس والتعرف على مجريات الأحداث في الكوفة، فقد استمسك مسلم بن عقيل بفضائل دينه وأكد على محورية العدل التي تقوم بالقسط وترسيخ هذه المبادئ الحقّة حتى استشهاده على يد الطغمة الأموية الحاكمة وابن زياد اللعين.
وأكد سماحة السيد الخرسان، ينبغي أن نجعل من مواقف موفد الخلود وسفير الحقّ التي خطها بدمه الطاهر درساً بليغاً حين انتصرت به إرادة الحق على إرادة الباطل، وكشفت للأجيال مساوئ الغدر وما آلت إليه الخيانة، وأن ننظر لهذه الشهادة نظرة حضارية موشحة بوشاح التضحية الإنسانية لتصحيح الأفكار والأوضاع الراهنة.
كما تطرق سماحته إلى الدور الكبير للمرأة المسلمة المجاهدة الذي تجسد في شخصية السيدة طوعة "طيب الله ثراها " تلك المرأة التي خلدها التاريخ حين التزمت بأصول الضيافة العربية، واستشعارها لمسؤولية الدين والوطن الذي كان ينمُّ عن وعي رسالي، ووضوح في التفكير والرؤية وعمق في الإيمان والولاء لتنال وسام نصرة الإمام الحسين "عليه السلام".
ثم اختتم المجلس بمشاركة فضيلة الشيخ سعيد آل كثير بقراءة مجموعة من القصائد والمراثي، والدعاء بتعجيل فرج صاحب الأمر والزمان الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" وأن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة ويبعد عنهم سوء البلاء والوباء.
من الجدير بالذكر أن الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري بيّن في أكثر من مناسبة أن مراعاة الالتزام الصحي والوقائي وتجاوز هذه الأزمة الخطيرة هي من أولويات التزامنا الديني والشرعي والأخلاقي، لذلك يشهد المجلس كلّ يوم إجراءات وقائية صارمة حفاظاً على سلامة الزائرين والمشاركين في المجالس التي تُقام في الصحن الكاظمي الشريف.