هكذا استقبلت العتبة الكاظمية المقدسة ليلة القدر المباركة


وسط أجواء يملؤها الخشوع والولاء، وقلوب عامرة تنبض بالإيمان، وعيون تذرف الدموع، وأكف ترفع المصاحف وتتضرع إلى الباري عز وجل، تحت رفيف أجنحة ملائكة الرحمن الحافين بالمشهد الكاظمي المقدس استُقبلت ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك. فقد التأمت جموع المؤمنين الموالين كعادتهم في كل عام ليحيوا ليلة القدر المباركة ويقيموا أعمالها، عند مرقدي الإمامين الهمامين موسى بن جعفر ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، وسط مراسم استهلت بالتلاوات المعطرة لكتاب الله العزيز والصلوات والنوافل، وقراءة الأدعية الواردة عن الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" ومحاضرة دينية لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي تطرق فيها إلى فضائل الأيام الأواخر من شهر رمضان وليالي القدر المباركة ووجوب إحيائها. بعدها توجه الحاضرون بالدعاء إلى المجاهدين المرابطين في الثغور وساحات القتال المدافعين عن بلدنا ومقدساتنا الذين جادوا بأنفسهم لتلبية نداء المرجعية العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" بأن يثبت أقدامهم ويسدد خطاهم ويكللها بالنصر المؤزر، وأن يلحق الهزيمة بأعداء العراق إنه سميع مجيب. في سياق متصل عمدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على تهيئة كافة المستلزمات والمتطلبات وإعلانها عن حالة التأهب التام منذ أيام عدّة لاستقبال الزائرين الكرام لأجل توفير الأجواء الملائمة لهم، لإحياء هذه الأيام المباركة حيث قدمت شعبة مضيف الإمامين الجوادين "عليهما السلام" التابع لقسم العلاقات العامة مائدة الطعام للزائرين في وقت الأسحار، كما وفرت مكتبة القرآن الكريم التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية أعداداً كبيرة من المصاحف والأدعية الخاصة بليالي القدر، ولشعبة الطبابة الدور البارز في تقديم الخدمات الطبية للزائرين، وهناك مضاعفة للجهود من قبل قسم الشؤون الخدمية وقسم السيطرة والأمن وقسم النظافة، في الوقت ذاته كان لتلفزيون الجوادين التابع لقسم الإعلام الدور المميز في نقل أحداث ووقائع هذه المراسم من خلال البث المباشر والنقل عبر فضائيات عدة بالتردد الخاص به، فضلاً عن تقديم الخدمات الأخرى التي تتلائم وأجواء ليالي القدر المباركة.