استبدال رايتي الإمامين الجوادين "عليهما السلام" بمناسبة ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام"


وسط أجواء من الحزن والأسى احتضنتها رحاب الصحن الكاظمي الشريف وهي تتوشح بالسواد استذكاراً للمناسبة لعظمى والفاجعة الكبرى لاستشهاد إمام المتقين وقائد الغر المجلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك 1436هـ الموافق 6 تموز 2015م، مراسم استبدال رايتي الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" الخضراوين بالسوداوين، حيث أجريت بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ. د "جمال الدباغ" والسادة أعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام وخَدَمَة الإمامين الجوادين وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية وبمشاركة جمع غفير من الزائرين الكرام. استهلت بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة الحاج منير عاشور أسماع الحاضرين، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والتي ألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ مبيناً فيها قائلاً: ( نجتمع وإياكم هذا اليوم لِنرفعَ راياتِ الحزن والحداد ونُبدي مظاهِرَ الألم ونتوشحَ بالسواد في ليلةٍ إِحلولكتْ في ظُلمها وظلامها تـهدمتْ فيها أركانُ الهدى وانفصمت العروةُ الوثقى قُتِلَ فيها اتقى الأتقياء قَتلهُ أشقى الأشقياء , حيث ارتجتْ فيها أكوانُـها وانقلبت أوزانُـها, ليلةٍ انتكس فيها الضمير الإنساني باغتيال الفضيلةِ ورائدِها وطعنِ الإمامة وقائدها. وأضاف: لقد أنتجتْ مدرستُكَ يا سيدي العناصِرَ النبيلةَ التي شعّتْ في سماءِ الإسلام مَنْ تُقاةِ الأمةِ وَجهابِذَتِها وعلمائِها من الذين أحاطوا بآلِ بيتِ النبوة "عليهم السلام" إحاطةَ الفراشاتِ بمشكاةِ الضياء, فلم يزل العلماءُ المخلصون من أتباع أهلِ البيتِ "عليهم السلام" يُعَدَّونَ مَدارِسَ للخيرِ والفضيلةِ والتقوى والزُهدِ عن الدنيا , وفي الوقت ذاتهِ فهُم الأشاوسُ والحماةُ الذينَ تلتفُ من حولِهم الجماهيرُ المؤمنةُ وهم يحملونَ راياتَ الجهادَ للدفاعَ عن حُرُماتِ الامةِ المسلمةِ وذِمارِها, ولقد أثبتَتْ المرجعيةُ الرشيدةُ المتمثلةُ بسماحةِ ايةِ اللهِ العُظمى السيد عليٍ السيستاني "دامَ ظِلُهُ الوارفُ"، في حملِ رايةِ الجهادِ الكفائي في التصدي للقوى الظلاميةِ إنها خيرُ مِصداقً لما تقولُ حينما تَصَدّوا لإِعداءِ الله الذينَ وَلَغوا في دماءِ الابرياءِ واستباحوا حُرماتِ الناسِ وممتلكاتِهم وأشاعوا الفسادَ في هَجمَتِهم البربريةِ على بَلدِنا العزيزِ وأكد في حديثه: إنَ هذهِ المرحلةَ المهمةَ من تأريخِ العراقيينَ تستدعي المزيدَ من التلاحُمِ والتمَسُكِ بِفكر الإمامِ عليٍّ بنِ ابي طالب "عليه السلام" والسيرِ على نهجهِ القويم , وبذلِ الغالي والنفيسِ في دَعمِ المقاتلينَ الشجعان ورعايةِ عوائِلهم واحتضانِ أيتامِ الشُهداءِ منِهم كما أنَ على الجميعِ الالتزامَ الدائِمَ بتوجيهاتِ المرجعيةِ الرشيدةِ وحَثِها الدائمِ للتَدرُبِ على السلاحِ والاستعدادِ النفسيَ والجسديَ للمواجهةِ وحملِ السلاحِ ومؤازرةِ المقاتلينَ في ساحاتِ الجهادِ, ولقد ساهمْت العتبةُ الكاظميةُ المقدسةُ بالتنسيقِ مَعَ اللواء الثامن الشرطة الإتحادية لتدريبِ الطلبةِ على حملِ السلاحِ. كما ندعوا الى المزيدِ منِ التفاعلِ وحثِ الجميعِ على التفاعُلِ مع المجاهِدينَ ومؤازَرتهم بالأرواح والمالِ والسلاحِ). ثم ارتقى المنصة سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي ليلقي محاضرة دينية بهذه المناسبة أوضح فيها فضائل الأعمال في شهر رمضان المبارك، ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" مستشهداً بالأحاديث النبوية الشريفة، كما تطرق إلى صلاته ونسكه ومحياه "عليه السلام" ورعايته وكفالته للأيتام، مؤكداً بضرورة التأسي والاقتداء بسيرته المباركة، لأنه عنوان لدستور شامل لكل المعاني السامية وكيان الأمة وتاريخها الإنساني. وكان للشاعر الأستاذ عامر عزيز الأنباري مشاركة بقصيدة تأبينية بهذه المناسبة عنوانها: "هتفت بحبك يا علي" ومنها هذه الأبيات: هَتَفَتْ بحّبك يا علي جوارحي ودمي وَثَغري وسَكَنتْ تَحتَ أضالعي لا فوقَ اضلاعي وصدري حبٌ بدا من مَوْلدي وَيَسير يَتْبعُني لقَبري بعدها استمع الحاضرون لتسجيل الصوتي لمرثية من مراثي خادم المنبر الحسيني الرادود المرحوم حمزة الصغير طاب ثراه بعنوان "راية علي الكرار حامي الحمية". واختتمت فرقة إنشاد العتبة بمشاركة الخادم علي عبد الستار فقرات المنهاج العزائي بأوبريت عنوانه "حشد الدموع" تحاكي اليتامى والمساكين وهم يستصرخون على أبواب كافلهم وتحاكي حشدنا المجاهد بأن يستلهم من إمامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" كل المعاني السامية والشجاعة والعزيمة والتحدي والإصرار لنصره الرسالة المحمدية وحماية أمن البلاد.