العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بذكرى ولادة سبط النبي الأكرم الإمام الحسن الزكي عليه السلام


بمناسبة ذكرى ولادة ثاني الأئمة الأمناء، كريم أهل البيت وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام" الذي انبثق من وحي النبوة ونور الإمامة، ليرفع الله تبارك وتعالى به كيان الإسلام، ويشيد به صروح الإيمان، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً بهيجاً ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك 1436هـ في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د جمال عبد الرسول الدباغ وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من من الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية وجمع غفير من زائري الإمامين الجوادين " عليهما السلام"، استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنف بها قارئ جمهورية مصر العربية الشيخ أحمد عبد الحي أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام أ. د جمال الدباغ بين فيها قائلاً: " إن الحديث عن مولد مولانا السبط الحسن "عليه السلام" وإن كان يشملُنا بالمسرَّة والابتهاج فهو يشوبُنا بالحزن والألم حسرةً على ما تعرضَ له سبطُ الرسول وقُرّةُ عينه من الجَورِ والقهرِ من قبَل أعدائه المنافقين من حوله والمتخاذلين المتقاعسين عن نصرته. وأضاف : إن الحديث عن كل ذلك يجُرُّنا للتعرُّض إلى ما امتاز به أئمةُ أُهل البيت "عليهم السلام" وأتباعُهم على مرِّ التاريخ وخصوصاً العلماءَ الأعلامَ الذين هُمْ وَرَثَةُ الأنبياءِ والذينَ أثبتوا على مرِّ التاريخِ أنّهم سائرونَ على خطى أئمةِ الهدى"عليهم السلام"، فهم دعاةُ أمنٍ وسلامٍ حينَ يعُمُّ الأمن والسلام ربوع الأمةِ المسلمة، وهم حملةُ رايات الكفاح ومشاريع للجهاد والاستشهاد حينما يتعرّض المجتمع المسلم إلى المكاره والعدوان ويعمه الظلم والظلام، يؤكّد ذلك احتفاؤنا قبل أيامٍ بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق فتوى الجهاد الكفائي التي انطلقت من المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دامَ ظلُّه الوارف" لمقاتلة الدواعش التكفيريين من الذين استباحوا البلاد والعباد وعاثوا في ارض العراق الفساد. كما دعا في كلمته حكومة العراق وجميع الغيارى إلى مزيدٍ من الإهتمام بعوائل الشهداء وضحايا الإرهاب فهم ذمّةٌ في أعناقنا". بعدها ارتقى المنصة سماحة الشيخ عبد الله الكعبي ليلقي محاضرة قيّمة بهذه المناسبة أوضح من خلالها السمات المجيدة والصفات الحميدة ومناقبه وفضائله وسجاياه التي خصها الله عز وجل للإمام الحسن "عليه السلام" واقترنها به، وهي الكرم وحلم والهيبة مستشهداً عن ذلك بالأحاديث النبوية الشريفة وبعض الروايات، كما بيّن الشيخ الكعبي ضرورة أن يستمد المرء الدروس والعبر من هذه السيرة العطرة ونهجها القويم لأنها منار للسمو والكرامة والعُلى وبلوغ ذرى المجد. وأضاف قائلاً :"وحري بنا ونحن نعيش هذه الأيام المباركة أن نسعى جاهدين إلى توحيد الجهود، والوقوف صفاً واحداً مع مرجعيتنا الحكيمة وتلبية ندائها ومساندة أخواننا المجاهدين في الحشد الشعبي، لأن تلك الفتوى هي التي أعادت الثقة في نفوس أبناء العراق، وسنكون إن شاء الله تعالى من المحتفين والمحتفلين عندما تحرر أرضنا ونسحق الإرهاب، وترفع راية الحق خفاقة في سماء بلدنا العزيز" بعدها تألق الشاعر الأستاذ "رياض عبد الغني الكاظمي" بقصيدة رائعة عنوانها " التاريخ يتجدد" تناول فيها محطات من الولادة الكريمة ومنها هذه الأبيات: يا صاح هذي الليالي البيض مشرقةٌ جادت بنورٍ به الأنوارُ تُفتتن من صلب طه تلألأ وارتقى شرفاً شهرُ الصيام به والعامُ والزمنُ وكيف لا ..؟! وكريم الآل شرّفهُ ضيفاً كبدرٍ ببدر الشهر يقترنُ وكان لفرقة إنشاد الجوادين مشاركة بمجموعة من الموشحات والأناشيد الإسلامية، وكان مسك ختامها بمشاركة الرادود الحسيني مصطفى الكناني بالأهازيج والردات التي أضفت روح البهجة والسرور في نفوس زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".