سماحة السيد طعمة الجابري يحيي ليلة الثاني عشر من محرم الحرام في الصحن الكاظمي الشريف


يمرُّ الزمن وتتعاقب السنوات وذكر أبي الأحرار يزداد رفعة وعلوا، إنها الكرامة الكبرى التي خصَّ بها الله تعالى الإمام الحسين "عليه السلام"، واستذكاراً لواقعة الطف الأليمة التي تعدّ أعظم فاجعة في التاريخ الإنساني بمواقفها، وأحداثها، وجوانبها التاريخية، ومشاهدها المروعة التي سُبي بعدها ثقل رسول الله" صلى الله عليه وآله وسلّم"، حين اجتمعت قوى الكفر والضلال والظلام الأموي لتنال من سلالة خير خلق الله في أرضه.
إذ شهدت رحاب الصحن الكاظمي الشريف ومنذ اليوم الأول لشهر الأحزان عقد المجلس العزائي العاشورائي السنوي الذي يُقام بالتعاون بين العتبة الكاظمية المقدسة وممثلية المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة، وذلك من خلال منهاج حافل استضيف فيه نُخبة من فضلاء الحوزة العلمية الشريفة وكبار أساتذتها رفدوا الحضور الأكارم من نمير علومهم بسلسلة من البحوث والمحاضرات الدينية والتوجيهات القيّمة ليستمر إلى ليلة الثاني عشر من شهر محرم الحرام ليستكمل منهاج المجلس المبارك أستاذ الحوزة العلمية الشريفة سماحة السيد طعمة الجابري ومشاركته ببحث قيّم عنوانه: ( الإمام الحسين الشهيد الفاتح )، مستشهداً بقول سيد الشهداء حين كتب "عليه السلام" إلى بني هاشم: ( بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى بني هاشم، أما بعد، فإنه من لحق بي منكم استشهد, ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح والسلام )، استعرض ما أجادت به ذاكرته عن مقام الشهيد وعظمة منزلة الشهادة وما قدمته واقعة الطف من نماذج فذّة، وأشار إلى قطوف من نهضة الإمام الحسين "عليه السلام" وتضحياته الذي استطاع أن يكشف فيها حبائل الطغيان واقتلاع شجرة الضلال الأموي، وترسيخ دعائم الحق والهدى حين حقق النصر بدمه الطاهر والشهادة بترسيخ قواعد الإيمان وإعاد للرسالة أصالتها، وفتح الطريق أمامها لتأخذ طريقها إلى القلوب والنفوس نقية خالصة.
كما بين سماحة السيد الجابري نتائج الفتح الحسيني والتي لخصها بتحرير إرادة الأمة من الخضوع إلى الطغات، لتبقى مناراً ينير الطريق أمام عباد الله عزّ وجل، وأن الفتح الحسيني كَوَّنّ الحس الاجتماعي الرافض لكل أشكال العبودية لغير الله تعالى، وعلّم الثوار كيف يحافظون على رسالتهم ومبادئهم، وكيف يدافعون عنها، فضلاً عن إرساء المنظومة الإنسانية القيمة .
بعدها كانت هناك مشاركة من قبل فضيلة الشيخ سعيد آل الكثير بقراءة مجموعة من القصائد والمراثي استذكاراً للرزية الكبرى والمصاب الجلل ومواساةً للنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام".
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة اتخذت مجموعة من التدابير والإجراءات الصحية والوقائية من خلال تعفير الصحن الشريف بشكل مستمر ومتواصل حفاظاً على سلامة المشاركين في المجلس الحسيني انسجاماً مع توجيهات المرجعية الدينية العُليا.