مع الالتزام بالتعليمات والشروط الصحية والوقائية وبتوصيات المرجعية الدينية العُليا .. العتبة الكاظمية المقدسة تقيم مجالس العزاء الحسيني لشهر محرم الحرام


تستوقفنا ملحمة الطفّ الخالدة بكلّ أبعادها الدينية والأخلاقية والتربوية والمأساوية مراجعة الذات وتَقييم علاقتنا بإمامنا الحسين "عليه السلام" ومدى التزامنا بنهجه الرسالي الذي هو نهج القرآن الكريم، لنأخذ الدروس والعبر منه، ولننظر في سلوكياتنا وأخلاقياتنا، فكلّ ما في هذه المدرسة العريقة من فكر وثقافة ومنهاج يوحي إلينا بعدالة القضية وسمو الأهداف التي ثار من أجلها سيد الشهداء "عليه السلام"، وتواصلاً مع هذه المسيرة الخالدة، أقيم مجلس العزاء السنوي المركزي بالتعاون بين العتبة الكاظمية المقدسة وممثلية المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة (مسجد آل ياسين) لمناسبة ذكرى عاشوراء الأليمة، مع تشديد الالتزام بالشروط الصحية والوقائية التي أوصت بها المرجعية الدينية العُليا متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، وتعليمات اللجنة العُليا للصحة والسلامة الوطنية بتحقيق التباعد الاجتماعي ومسافات السلامة للحفاظ على سلامة الزائرين والمعزّين الكرام.
وشهد حفل افتتاح المجالس العزائية حضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، وممثل المرجعية الدينية سماحة الشيخ حُسين آل ياسين وجمع غفير من الزائرين الكرام، حيث استضاف المجلس خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ سعيد آل كثير، ليتحف الحضور في أولى محاضراته الدينية بما تجود به ذاكرته عن ثورة الإمام الحسين "عليه السلام"، تلك الثورة الرائدة في مضمونها وأبعادها الرسالية.
وأشار في محاضرته إلى بعض القضايا الاجتماعية والأخلاقية والسلوكية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمس الحاجة إليها، مُهيباً بالشباب المُسلم بالوعي إلى خطورة المرحلة من الناحية الفكرية والثقافية، ومؤكداً على ضرورة الاهتمام بتهذيب سلوكياتنا وأفكارنا من خلال تمسكنا بنهج أهل بيت النبوة وتضحيات الإمام الحسين "عليهم السلام" التي أمست مناراً للإنسانية جمعاء عبر مدرسته العظيمة الحافلة بالقيم والمعاني السامية والتي وجهت الأمة نحو الخير والصلاح.
أعقب ذلك إلقاء عدد من القصائد الرثائية بمشاركة الرادود عادل جبار من رواديد العتبة الكاظمية المقدسة عَبّرت جميعها عن عظيم هذه المصيبة التي تجددت فيها أحزان أهل البيت"عليهم السلام" .
وتخلل المجلس حملات التعفير المستمرة بعد توزيع الكمامات الوقائية للحاضرين فضلا عن ترتيب اماكن الجلوس بطريقة التباعد الصحي الوقائي حيث أكد الامين العام للعتبة المقدسة على الالتزام الصارم بتوجيهات المرجعية الدينية العليا عند اقامة الشعائر الحسينية لضمان سلامة المؤمنين المعزين والزائرين الكرام والتأكيد على متابعة الاجراءات الوقائية طيلة إقامة المجالس العزائية وبحسب توجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والتي دعت الى الالتزام بالضوابط الصحية.