لقاء خاص برئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي السنوي الدولي الخامس


ساهمت العتبة الكاظمية المقدسة في إثراء الساحة الإسلامية ورعايتها للمشاريع العلمية والمعرفية والثقافية والنهوض بالجوانب البحثية وذلك من خلال مؤتمراتها وندواتها في مختلف مجالات الحياة التي أخذت صداها الواسع بين الأوساط العلمية في داخل العراق وخارجه، فضلاً عن مسؤوليتها الشرعية في تبصير المجتمع بعلوم أهل البيت (عليهم السلام) ونشر الوعي الفكري والمبادئ الرسالية وتعزيز القيم الإنسانية وترسيخها لدى الأمة لتكون مناراً تستضيء منه الأجيال اللاحقة والإنسانية جمعاء، لذا فقد فتحت أبواب هذا الصرح الديني أمام النخب المفكرة لتنهل من منابع أئمة البقيع (عليهم السلام) مدرسة العلم والنور والهداية، وتوسيع دائرة الوعي المعرفي من خلال تجسير العلاقة ما بين المثقف والمتفقه وتلاقح أفكار المؤسسة الأكاديمية والحوزة العلمية ، ومنذ وقت مبكر بدأت العتبة الكاظمية المقدسة ترتقي بمستوى الاستعدادات لمؤتمرها العلمي السنوي الدولي الخامس الذي سيعقد تحت شعار: ((من فِكرِ أئمة البقيع(عليهم السلام) نَنْهَل, وبنهجهم نعمل)) للمدة من 8ــ9 رجب الأصب 1435هـ الموافق 8ــ9 أيار 2014م، و للوقوف والتعرف على أهداف ونشاطات هذه التظاهرة العلمية كان لنا لقاء خاص مع الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة ورئيس اللجنة التحضيرية الأستاذ الدكتور (جمال عبد الرسول الدباغ) ليتحدث لنا عن طبيعة الاستعدادات للمؤتمر العلمي الخامس فأجابنا مشكوراً: من أجل دراسة سبل نجاح هذا المؤتمر ومتابعة احتياجاته تم وبحمد الله تعالى عقد اجتماعات مبكرة ومكثفة للجنة التحضيرية لتحديد شروط المشاركة ومحاور البحوث التي سيقدمها الباحثون وآلية المشاركة وتوقيتاتها، كما تم خلال تلك اللقاءات التداول في الخطط الكفيلة لإقامة هذا المؤتمر في شهر رجب الأصب القادم، فضلا عن إقامة الفعاليات والنشاطات المرافقة له كإقامة المهرجان السنوي الثالث للشعر العربي ومعرض الكتاب ومعرض الخط العربي والفنون بعد تشكيل اللجان الفرعية المنظمة لتلك الفعاليات، لقد تم إصدار المطوية الخاصة بالمؤتمر وتوزيعها على الجامعات والباحثين ووضعها في موقع العتبة المقدسة على الإنترنت، حيث اشتملت هذه المطوية على: أهداف المؤتمر، والتوقيتات، والمحاور الخاصة بكتابة البحوث، وشروط المشاركة. • كيف تم اختيار الموضوع وعنوانه؟ كان على عاتق اللجنة الاستشارية للمؤتمرات والندوات أن تعلن عن هوية مؤتمر هذا العام، فبعد إقامة المؤتمرات في السنوات الماضية حول الإمامين الكاظمين عليهما السلام فضلا عن الإمامين العسكريين عليهما السلام كمحور للمؤتمر الأخير، ارتأت اللجنة الاستشارية أن يكون مؤتمر هذا العام خاصا بأئمة البقيع عليهم السلام، وأحيلت المهمة للجنة التحضيرية لوضع الشعار الملائم وبعد جلسات مستفيضة للخروج بعنوان يشمل المكان الذي يقام فيه المؤتمر والموضوع الخاص به، تمخض الآتي: (من قباب الإمامين الكاظمين عليهما السلام إلى ثرى البقيع وتحت شعار من فكر أئمة البقيع عليهم السلام ننهل وبنهجهم نعمل)، فكان ذلك شعار المؤتمر العلمي السنوي الدولي الخامس بإذنه تعالى. • ما الأهداف التي يطمح لها المؤتمر؟ هو بيان أهمية تراث أئمة البقيع عليهم السلام للأجيال فكريا وإنسانيا، والمساهمة في نشر فكر أئمة البقيع عليهم السلام وأثرهم في بناء المجتمع، وتنمية روح البحث العلمي وإيجاد حالة التواصل بين الباحثين وتلاقيهم في العتبة الكاظمية المقدسة، واستمرار حالة التواصل العلمي بين العتبات المقدسة والباحثين والمبدعين. • هل تجدون هذه المشاريع الثقافية قد أخذت صدى واسعا في الساحة العلمية وحققت أهدافها من خلال التواصل بين المؤسسة الأكاديمية والمؤسسة الدينية؟ من المؤكد أن من إفرازات هذه المؤتمرات هو التواصل الفكري والتلاقح المعرفي وإيجاد روح الإبداع لإغناء المكتبة الإسلامية بإضافات معرفية جديدة، إذ نأمل أن تكون البحوث المشاركة مرجعا لمن يريد التعرف عن قرب بأئمة البقيع الذين تعرضوا لشتى أنواع الظلم في حياتهم وبعد مماتهم أيضا، وبالتالي فإن هذه النشاطات لها من الأهمية بمكان من خلال حرص الباحثين الأكاديميين على المشاركة السنوية وتبادل وجهات النظر والنقاشات بينهم وبين المشاركين من الحوزة العلمية، فضلا عن حرص العتبة الكاظمية المقدسة على احتضان هذا النشاط السنوي للخروج بما ينفع المجتمع بعد ترجمته على أرض الواقع. لقد أصبحت المؤتمرات العلمية للعتبة المقدسة يُشار إليها بالبنان لالتزامها العالي بإجراءات التقويم العلمي في الجامعات مما انعكس بشكل واضح في جودة البحوث المقبولة. • هذه التجربة الخامسة للعتبة الكاظمية في عقد مؤتمرها، بماذا يتميز المؤتمر في هذا العام؟ يتميز مؤتمر هذا العام بما يأتي: أ‌- اختيار أئمة البقيع عليهم السلام موضوعا للمؤتمر، وهو أمر غير مسبوق في مؤتمرات سابقة. ب‌- طرح محاور في المؤتمر تربط بين فكر أئمة البقيع عليهم السلام ومواضيع معاصرة مثل الإعلام الرسالي، والتعايش السلمي، وثقافة الحوار (الرأي والرأي الآخر). ت‌- تم التركيز في هذه السنة بأن لا تعتمد البحوث المقدمة على العرض السردي بل تعتمد منهج الدراسة المقارنة والتحليل الدقيق لتكون متاحة لمن يريد الاستفادة المعمقة من تراث الأئمة عليهم السلام وفكرهم ومحاولة تطبيق نهجهم على حياتنا المعاصرة وعلى مختلف الأصعدة. • هل في النية طباعة بحوث المؤتمر؟ اعتادت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في كل عام على طباعة بحوث المؤتمرات، وهي مستمرة في نهجها إن شاء الله تعالى لإغناء المكتبة الإسلامية كما أسلفنا لتوفير المصادر للباحثين والدارسين.