هكذا استقبلت العتبة الكاظمية المقدسة ليلة خيرٌ من ألف شهر .. الليلة الأولى من ليالي القدر المباركة


في اكناف الهداية، ورحاب الإمامة، وفي غمرة الإحتفاء بليالي شهر الله، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، وتحت رفيف أجنحة ملائكة الرحمن الحافين بهذا المشهد المقدس، وفي أجواء إيمانية مُفعمة بعبق الرحمة الإلهية، وفيض بركات الإمامين الكاظمين "عليهما السلام"، أحيت الجموع المؤمنة من زائري الإمامين موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام", ليلة التاسع عشر من الشهر الفضيل، الليلة الأولى من ليالي القدر المباركة حيث شهد الصحن الكاظمي الشريف أجواء إيمانية وروحانية ومراسم استهلت بالتلاوات المعطرة لكتاب الله العزيز والصلوات ومحاضرة دينية توجيهية إرشادية لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي تطرّق فيها إلى فضل ليالي القدر المباركة وأعمالها ووجوب إحيائها، كما بيّن مقامها ومكانتها وجزاءها وعظيم منزلتها عند الله عزّ وجلّ، مُبيناً أن طلب العِلم من أفضل الأعمال هذه الليلة، فلا بد من تغيير وجهتنا نحو إصلاح النفس وبنائها، في ليلة خيرٌ من ألف شهر تمكننا من الوصول إلى المقامات العُليا، لذا فليكن شعار هذه الليلة المباركة: (إلهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ، فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً)، مؤكداً بأن يكون درسنا الأول هو أن نجعلَ لنا هدفاً في الحياة، ونبدأ خارطة طريقنا من هذه الليلة، فزهرة هذه الليلة هي معادلة ثلاثية تركيبية تنطلق من دمعة توحيدية ثم دمعة حسينية لتنتهي بدمعة مهدوية، تطفئ بحاراً من غضب الله عزّ وجلّ.
ثم تلا ذلك قراءة للأدعية الواردة عن أهل بيت النبوة "عليهم السلام" في إحياء هذه الليلة وتشمل دعاء رفع المصاحف ودعاء أبو حمزة الثمالي ثم أختتمها كلّ من القارئ: السيد عبد الكريم قاسم، والشيخ منير عاشور، والدكتور رافع العامري، والحاج همام عدنان، والخادم سجاد أحمد بقراءة دعاء الجوشن الكبير .
ثم ابتهلت هذه الجموع المؤمنة التي غصّت بها هذه الرحاب الطاهرة إلى المولى العلي القدير أن يتقبّل منها خالص الدعاء والأعمال في هذه الليلة وسائر الليالي والأيام وأن ينعم على بلدنا العراق بالخير والأمن والأمان.