الشيخ أحمد الربيعي يستعرض بحثاً بعنوان: تأملات في آية المباهلة


شهدت مجالس فضيلة الشيخ أحمد الربيعي المُقامة برعاية الحاج كمال قنبر في المُخيم الحسيني التابع إلى مكتب ممثلية المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة بحثاً قيّماً بعنوان: ( تأملات في آية المباهلة )، مستشهداً بقوله تعالى: " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ " .
موضحاً المعنى اللغوي للمباهلة، وبيّن المواقف الحقيقية الواضحة الشكل والمضمون في ذلك اليوم الموعود عندما شاهد وفد كبار نجران أن النبي "صلى الله عليه و آله وسلم" إصطحب أعزّ الخلق إليه وهم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وابنته فاطمة والحسن والحسين "عليهم السلام"، و قد جثا الرسول "صلَّى الله عليه و آله " على ركبتيه استعدادا للمباهلة، انبهر الوفد بمعنويات الرسول وأهل بيته "عليهم السلام" بما حباهم الله تعالى من جلاله وعظمته.
وأشار الشيخ الربيعي إلى نقاط مهمة في هذه الحادثة وهي: إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة وإنما هو اختيار إلهي هادف وعميق الدلالة، وإن ظاهرة الاقتران الدائم بين الرسول وأهل بيته "عليهم السَّلام " تنطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية، وروحية، وسياسية مهمة، إذ المسألة ليست مسألة قرابة بل هو إشعار رباني بنوع وحقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة، وهذا الوجود يمثله أهل البيت "عليهم السَّلام " بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك، مؤكداً على ضرورة استيعاب مضمون المفردة القرآنية ( أنفسنا) وندرك قيمة هذه المفردة في النص القرآني ضمن سلسلة الأدلة المعتمدة لإثبات المشابهة الفكرية والروحية للنبي الأكرم وآل بيته الأطهار "عليهم السلام".