خرجت ملحمة الطف بمعطيات ثقافية رائعة توّجت صفحات التاريخ الإسلامي, لأنها أتت من مواقف عقائدية نقية حيث أن أصول تلك الثقافة هي نبوية بحتة ومن موروث الإمامة النابض بالعطاء, ولهذا تسعى مدينة الكاظمية المقدسة إلى إحياء تلك الثقافة الإيمانية بمجالسها العزائية، إذ حضر وفد العتبة الكاظمية المقدسة مجلس العزاء الحسيني المُقام في دار الحاج عامر الشمرتي، والذي استضيف فيه خطيب المنبر الحسيني سماحة السيد محمد أبو الهيل، حيث استعرض في محاضرته دروساً أخلاقية تسلط الضوء على موضوع " الغضب " وأشار إلى قسميه المذموم والممدوح، فالمذموم منه مفتاح للشرور، وذلك لما ينجم عنه من أخطار ومساوئ وآثام حتى يصل الإنسان فيه إلى القذف بالمحصنة، واستطرد حديثه عن أهم دوافعه والتي هي: التسرع في الحكم, وضيق الأفق, التكبر والغرور, والحسد والحقد, وحب الدنيا. كما بيّن بعض الوصايا الأخلاقية للتخلص منه.
وعن الغضب الممدوح أوضح سماحته أنه الغضب في سبيل الله، مستشهداً بغضب المجاهدين وتلبيتهم لنداء فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن الأرض والعرض.
ويذكر أن هذه المجالس خلال أيام العشرة الأولى لشهر محرم الحرام وتبدأ الساعة الثامنة مساءً.
وفد العتبة الكاظمية المقدسة يحضر المآتم الحسيني المُقام في دار الحاج عامر الشمرتي