تحت شعار: ( المخطوطات تراث الأمة الفكري )


عقدت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة/ قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية ـ مركز تراث كربلاء وبالتعاون مع الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ مركز إحياء تراث السيد هبة الدين الشهرستاني "قدس سره "، الندوة العلمية الموسعة تحت شعار: ( المخطوطات تراث الأمة الفكري )، استذكاراً للمسيرة العلمية والمعرفية للمُصلح والمجدد السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني، بحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي ووفد العتبة الكاظمية المقدسة الذي ترأسه عضو مجلس الإدارة الحاج محمد البناء وعدد من الشخصيات الدينية والعلمية والأكاديمية.
وشهدت الندوة تلاوة من الذكر الحكيم، وكلمة للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة بيّن خلالها: أن الجميع معنيّ بالحفاظ على المخطوط والسعي الحثيث من أجل البحث عن جميع الوسائل العلميّة المتاحة من أجل الحفاظ على هذا المخطوط، وهذه المرتبة الأدنى من الوفاء للعلماء السابقين، الإنسان إذا لم يكن عنده نصّ لا يستطيع أن يحقّق ولا يستطيع أن يستشهد ولا يستطيع أن يُحيل، وهذا النصّ إذا لم يُحفظ لا يُمكن أن يُعين أيّ باحث كان على دعواه، أعتقد أنّ مسألة الحفاظ على المخطوط الآن بل الإكثار منه واجب وأمانة في أعناقنا، وهذا الكلام لجميع الإخوة الذين يشتغلون في هذا الفنّ أن لا يقفوا عند حدّ.
تلتها كلمة مركز إحياء تراث السيد هبة الدين الشهرستاني "قدس سره " وألقاها السيد إياد الشهرستاني حيث أشار فيها: إن الحديث عن معالم وآثار السيد هبة الدين حديث عظيم، وقد تناولته المؤلفات والدراسات وخير ما خلفه تراثاً خالداً للأجيال هي مكتبته " مكتبة الجوادين العامة " في الصحن الكاظمي الشريف، فضلاً عن مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة، حيث أقيمت أعمالاً متعددة تخليداً لذكراه منها: مشروع إصدار عدد خاص بمجلدين كبيرين يتضمن حياة السيد الشهرستاني وجهوده الفكرية، ومشروع إحياء تراثه والحفاظ عليه من خلال تحقيق بعض نتاجاته الفكرية، حيث تم انتخاب وتوزيع خمس وعشرين مخطوطة لتحقيقها من قبل أساتذة وأكاديميين متخصصين في هذا الفن لتكون باكورة أعمالنا.
بعدها بدأت الجلسات البحثية التي شهدتها قاعتي الإمام الحسن والقاسم "عليهما السلام" للتعريف بسلسلة قيّمة من المخطوطات، بعدها فتح الباحثون المشاركون في الجلسات المجال أمام السادة الحضور بطرح الأسئلة ومناقشتهم حول إطار عناوين ‏المخطوطات المقدمة فضلاً عن العديد من القضايا الإسلامية المعاصرة ليجيبوا عليها ويثروا الحاضرين بالإجابات الشافية والوافية ‏والتي خلقت نوعاً من التواصل والانسجام بين الجميع مع الفائدة الحقيقية التي حققتها هذه الجلسات، واختتمت الندوة العلمية بتقديم الشهادات التقديرية والهدايا للسادة الباحثين المشاركين.
من الجدير بالذكر أن العتبات المقدسة أضحت معلماً مشرقاً من معالم الإشعاع الفكري والإنساني، ومحطة مهمة في إحياء التراث الإسلامي، ماضية بمشاريعها العلمية الثقافية في الحفاظ على الوثائق والمخطوطات القيّمة والنفائس الفريدة وكلّ ما يتعلق بالموروث الشامخ للحضارة الإسلامية.