مستقبل العراق ما بعد النصر العسكري الكبير


عقدت مكتبة الجوادين "عليهما السلام" العامة في الصحن الكاظمي الشريف الندوة الثقافية الشهرية التاسعة والتسعين مساء عصر الخميس 4 كانون الثاني 2018 بعنوان: (مستقبل العراق ما بعد النصر العسكري الكبير)، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ وعدد من الشخصيات العلمية والثقافية والأكاديمية. استهلت الندوة بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم ، بعدها تحدث فضيلة الشيخ عماد الكاظمي عن آثار الفتوى التي أعادت هيبة العراق وازدهار قوته العسكرية، وأكد على وجوب توثيق هذه المرحلة من تاريخ العراق منذ صدور فتوى الجهاد الكفائي، لكي تُنقل إلى أجيالنا القادمة بحرفية وأمان، حيث أن فتوى الجهاد التي صدرت عام 1920 أسست الدولة العراقية والفتوى الجهادية المباركة في عام 2014 حافظت عليها.
بعدها استعرض الباحث الدكتور حسين علاوي المشهد العراقي ومستقبله ما بعد الانتصارات مبيناً خلال بحثه أن تكون الدولة متيقضة وحذرة بعد النصر الذي حققته قواتنا الأمنية ومقاتلي الحشد الشعبي، مشدداً على حماية العراق من المنظمات الإرهابية ومن الأفكار التكفيرية والمتطرفة لأن الأخطار لا زالت موجودة، ودعوة المؤسسة الدينية والمنظومة العشائرية والتربوية والتعليمية إلى توجيه المجتمع وإعادة تنظيمه، وأن لا تكون المؤسسة العسكرية عرضه للتنازع والمحاصصة، فصلاً عن السعي للوصول إلى مراحل متقدمة من الوعي الانتخابي لأجل بناء الدولة وهو بحد ذاته يُعد تحدياً كبيراً، كما ينبغي اختيار حكومة قادرة على إنتاج خدمات وتمتلك برنامجاً يستطيع تأمين مناخ اقتصادي واجتماعي مستقر في البلاد، وكذلك ضرورة تنظيم العمل الإصلاحي من خلال تفعيل نظام الحوكمة الإلكترونية على العقود الحكومية أمام الرأي العام، وإنتاج وعي تنموي غير فوضوي لمنع الفساد واستشرائه، فضلاً عن السعي إلى تطوير قطاعي زراعي والصناعة في البلاد.
كما تخللت الندوة مشاركة الشاعر محسن الموسوي بقصيدة بمناسبة يوم النصر الكبير مطلعها:
قفوا هنا، وانثروا ورداً وريحانا *** من ها هنا قد رأينا النصر إيمانا
هنا بباب عليٍّ نلقي وطناً *** من الشموخ، برهاناً واحسانا
من هنا خرجت فتوى الجهاد وقد *** صانت عراقاً وصانت بعد إنسانا
هذا وقد شهدت فقرات الجلسة مداخلات أثرَت الندوة العلمية من حيث الطرح والحِوار من قبل السادة الحضور وكان من بينها مداخلة للسيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ أشار خلالها إلى القطاع الاقتصادي قائلاً: (أن قطاع الوظيفة العامة متضخم، ويحتاج إلى مراجعة وإعادة هندسة، وأن العديد من الاختصاصات المفتوحة في الجامعات العراقية غير مرتبطة بحاجة المجتمع الفعلية، والاستراتيجيات الكثيرة التي أعدت في السنوات الماضية تبدو معطلة).