المرجعية الدينية العليا وموقفها من الأوضاع والتحديات الراهنة ودعواتها للحفاظ على وحدة العراق


اثبتت المرجعية الدينية في النجف الأشرف من خلال مواقفها طيلة المدة الماضية، بأنها الراعية والحامية لمصالح جميع العراقيين دون استثناء ولم تبادر إلا لحقن الدماء ووحدة الصف، فهي صمّام أمان لاحترام مكونات وأطياف الشعب العراقي كلّها، ودعت عقليتها الفذة وبصيرتها المتوقدة ورؤيتها المعمقة، إلى أخذ رأي الشعب في كلّ الأمور التي تخص البلد ابتداء من الدعوة لتشكيل حكومة عراقية وإنهاء السلطة المؤقتة، ثم الدعوة لكتابة دستور دائم للبلاد من قبل العراقيين، والدعوة أيضا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لأعضاء المجالس المختلفة، (مجلس النواب، ومجالس المحافظات) وتعميق الوعي الانتخابي وتوجيه مسارات المجتمع باتجاه الحوار والتسامح والاعتدال، وحرصها الشديد على أن ينال كلّ العراقيين حقوقهم، وأن لا يكون هنالك تمييز لشريحة معينة على حساب بقية شرائح الأمة، واليوم تعزز موقفها الرافض لانفصال شمال العراق، حينما عبّرت على لسان معتمدها سماحة السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف 8 محرم الحرام 1439هـ ، الموافق 29 أيلول 2017م، عن أسفها لمحاولات تقسيم البلاد، واقتطاع شماله بإقامة دولة مستقلة، وتؤكد على ضرورة المحافظة على وحدة العراق ارضاً وشعباً، وتدعو جميع الاطراف إلى الالتزام بالدستور العراقي نصاً وروحاً والاحتكام في ما يقع من المنازعات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم مما يستعصى على الحل بالطرق السياسية إلى المحكمة الاتحادية العليا وتحذر من القيام بخطوات منفردة باتجاه التقسيم والانفصال. من جانب أخر أكد المرجعية الدينية العليا على المواطنين الكرام بأن التطورات السياسية الاخيرة لا يجوز ان تؤثر سلباً على العلاقة المتينة بين أبناء هذا الوطن من العرب والكرد والتركمان وغيرهم.. بل ينبغي أن تكون مدعاة لمزيد من التواصل فيما بينهم والتجنّب عن كلّ ما يمكن أن يسيء إلى الُلحمة الوطنية بين المكونات العراقية.