الشيخ الجابري .. الإنسان المؤمن لا يختلف مع أخيه المؤمن لأن طريق الإيمان طريق واحد


ضمن سلسلة المحاضرات الدينية التي تُقام في العتبة الكاظمية المقدسة لإحياء العشرة الثانية لشهر أحزان البيت النبوي، فقد أشار فضيلة الشيخ منير الجابري خلال محاضرته الثالثة التي أقيمت مساء يوم السبت 14 محرم الحرام 1438هـ إلى تفسير الآية الكريمة: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، حيث بيّنَ في بحثه القرآني ظاهرة لطالما استوقف عندها المفسرون وهي الحرف المقطعة التي تأتي في أول السور القرآنية والواردة (29) مرة والتي ذكر بعدها مفردة " الكتاب" وردت (24) مرة، وأوضح فضيلته أن هذه الحروف ذات صياغة دقيقة ترتبط بباطن القرآن بل جاءت إعجاز وتحدي للعرب في زمن الفصاحة والبلاغة من قبل الباري عزّ وجل. كما بيّن عبارة "الظلمات" لماذا جاءت بصيغة الجمع وعبارة "النور" حين أتت مفردة، مؤكداً أن طرق الظلمات والظلالة ومشاكل الإنسان والأهواء وشهوات الشيطان متعددة، أما طريق النور واحد يتمحور حول التوحيد بطريق الحق، وأن الإنسان المؤمن لا يختلف مع أخيه المؤمن لأن طريق الإيمان طريق واحد، والأنانية فيه معدومة، مُشيراً إلى هذا الموضع أن القرآن الكريم هو هداية لجميع المجتمعات والطبقات. وتطرق فضيلته إلى القواعد القرآنية العامة مبيناً إنها تحتاج إلى من يفسرها ويوضحها ويعمل بها فكان النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" وأهل بيته الأطهار هم المكلفون بذات الأمر، مبيناً موقف أهل البيت "عليهم السلام" العلمي والعملي من القرآن الكريم الذي يدعو إلى التأمّل والتدبر إلى أهميته العظيمة مستشهداً بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" حين قال: (عَليكُم بكتاب الله فإنَّه الحَبلُ المتين، والنّورُ المبين، والشّفاءُ النّافع، والرِّيّ الناقِع، والعصمةُ للمتمسّك، والنّجاةُ للمتعلِّق، لا يَعْوَجُّ فيُقام، ولا يَزيغُ فَيُستَعتَب).